لا يزال الكثيرون من عشاق المنتخب السعودي غير قادرين على نسيان إخفاق الفريق في التأهل إلى بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
فالأخضر، كما يحلو لعشاق الفريق تسميته، اعتاد الظهور في كبرى بطولات كرة القدم منذ ظهوره المونديالي الأول عام 1994 ولأربع نسخ متتالية بغض النظر عن النتائج.
وحققت السعودية أفضل إنجازاتها في المونديال خلال بطولتها الأولى في الولايات المتحدة عندما تأهلت إلى الدور الثاني للبطولة بانتصارين على المغرب وبلجيكا وهزيمة أمام هولندا.
ولا يزال هناك من يعتقد بأن الهدف المارادوني للمعتزل سعيد العويران في مرمى بلجيكا يعد واحدا من أفضل أهداف كأس العالم على الإطلاق، قبل أن تنهي السويد أحلام الفريق في الذهاب لما هو أبعد من ذلك.
وطوال مشاركاته في البطولة لم يتغير شكل المجموعة التي يقع فيها بطل آسيا ثلاث مرات قط ، فهي دوما تضم إلى جواره منتخبين أوروبيين أحدهما من القوى الكروية الكبرى ومنتخب أفريقي.
وقدم الفريق نفس النتائج بالكربون في مشاركتيه الثانية والرابعة في مونديالي فرنسا 1998 وألمانيا 2006 ، حيث تعادل مع المنتخب الأفريقي ، جنوب أفريقيا ثم تونس ، بهدفين وخسر أمام أحد الأوروبيين برباعية (فرنسا وأوكرانيا) وأمام الآخر بهدف (الدنمارك وإسبانيا) وخرج من الدور الأول.
أما المشاركة الثالثة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 فكانت هي الأشد إيلاما ، بعد أن نال الفريق ثلاث هزائم أمام ألمانيا بثمانية بيضاء وأمام أيرلندا بثلاثية بيضاء وأمام الكاميرون بهدف، ليودع الفريق تحت قيادة المدرب الوطني ناصر الجوهر البطولة من الدور الأول بلا نقاط ومن دون تسجيل ولو هدف واحد.
لكن في تصفيات جنوب أفريقيا، كانت المهمة صعبة منذ البداية بعد أن أوقعت القرعة الفريق في المجموعة الثانية الصعبة من المرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى البطولة إلى جوار الكوريتين وإيران والإمارات.
وبعد أن تعقدت الأمور في البداية تحت قيادة ناصر الجوهر بتحقيق الفريق أربع نقاط فقط في خمس جولات، خسر خلالها من كوريا الجنوبية وتعادل مع إيران في لقاءين على ملعبه ، لجأ الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي سبق له قيادة الاتحاد في موسم ناجح عام 2007 ، على أمل انتشال الفريق من عثرته.
واستهل بيسيرو، الذي تولى المهمة في فبراير عام 2009 ، مشواره مع الفريق بإحياء أمل التأهل عبر الفوز على إيران 2-1 في قلب طهران، وأخرج الفريق من مركزه الرابع وكاد أن يتأهل به مباشرة إلى مونديال القارة السمراء لولا التعادل مع كوريا الشمالية في الرياض في الجولة الأخيرة.
ورغم تأهل الكوريتين مباشرة عن المجموعة، احتفظ الفريق لنفسه بالمركز الثالث المؤهل لخوض ملحق التصفيات الآسيوي أمام شقيقه البحريني ثالث المجموعة الأولى، حيث تعامل الجميع على أن السعودية قادرة على التأهل بسهولة عبر الفوز على البحرين ثم نيوزيلندا بطل الأوقيانوس في المرحلة الثانية من الملحق.
لكن الأخضر لم يف سوى بالجزء الأول من هذه التوقعات بعد أن عاد بتعادل سلبي من المنامة، قبل أن يفشل مرتين في الحفاظ على تقدمه في الرياض، بهدفين جاء أحدهما في الدقيقة الأخيرة من المباراة إلا أن البحريني إسماعيل عبد اللطيف عادله في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. لتدخل الجماهير السعودية في صمت مطبق.
وإكمالا لخيبة الأمل العربية خسرت البحرين أمام نيوزيلندا لتتأهل الأخيرة إلى جنوب أفريقيا.
ومع استمرار بيسيرو لقيادة الفريق في تصفيات كآس آسيا 2011 ثم في نهائياتها التي تستضيفها قطر في يناير المقبل، يبدو أن أكثر ما يزعج جماهير الأخضر هو عدم ظهور نجوم صاعدين أمثال المهاجم نايف هزازي (21 عاما) أو الحارس وليد عبد الله (23 عاما) وآخرين مخضرمين مثل محمد الشلهوب (29 عاما) أو رضا تكر (35 عاما) في المونديال.
لكن الأداء الذي قدمه المنتخب السعودي في المباريات الأخيرة من التصفيات والتوليفة التي صنعها بيسيرو في صفوف الأخضر، تبشر بعودة سريعة إلى المحفل الكروي الكبير في عام 2014 بالبرازيل، ولاسيما في وجود منظومة كروبة ناجحة، حتى ولو كانت لا تزال تتعرض للانتقاد جراء أسباب على رأسها غياب الاحتراف الخارجي.